وشدة تكليف، ليظهر صنيعكم، عن الزجاج. وقيل: لعل هذه الدنيا فتنة لكم، عن الحسن. وقيل: لعل تأخير العذاب محنة واختبار لكم، لترجعوا عما أنتم عليه.
(ومتاع إلى حين) أي: تتمتعون به إلى وقت انقضاء آجالكم (قل رب احكم بالحق) أي: فوض أمورك يا محمد إلى الله، وقل: يا رب احكم بيني وبين من كذبني بالحق. قال قتادة: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا شهد قتالا قال: رب احكم بالحق أي: أفصل بيني وبين المشركين بما يظهر به الحق للجميع. وقيل: معناه أحكم بحكمك الحق، وهو إظهار الحق على الباطل. (وربنا الرحمن) الذي يرحم عباده (المستعان) الذي يعينهم في أمورهم. فجمع بين الرحمة والمعونة اللتين تضمنتا أصول النعم (على ما تصفون) من كذبكم وباطلكم في قولكم: (هل هذا إلا بشر مثلكم)، وقولكم: (اتخذ الرحمن ولدا) وقيل: معناه وربنا الرحمن المستعان على دفع ما تصفون.