لأنفسكم وأديانكم (1) وأموالكم، باستشهاد الشهود العدول عليكم.
فكذلك قد احتاط على عباده ولهم (2) في استشهاد الشهود عليهم فلله عز وجل على كل عبد رقباء من خلقه، ومعقبات من بين يديه، ومن خلفه، يحفظونه من أمر الله ويحفظون (3) عليه ما يكون منه: من أعماله، وأقواله، وألفاظه، وألحاظه، فالبقاع التي تشتمل عليه شهود ربه له أو عليه، والليالي والأيام والشهور شهود عليه أو له، وساير عباد الله المؤمنين شهود له أو عليه، وحفظته الكاتبون أعماله شهود له أو عليه، فكم يكون يوم القيامة من سعيد بشهادتها له، وكم يكون يوم القيامة من شقي بشهادتها عليه.
إن الله عز وجل يبعث يوم القيامة عباده أجمعين وإماءه، فيجمعهم في صعيد واحد فينفذهم (4) البصر، ويسمعهم الداعي، ويحشر الليالي والأيام، وتستشهد البقاع والشهور على أعمال العباد، فمن عمل صالحا شهدت له جوارحه وبقاعه، وشهوره، وأعوامه