340 - قال الإمام عليه السلام: قال الله عز وجل لما آمن المؤمنون، وقبل ولاية محمد وعلي عليهما السلام العاقلون، وصد عنها المعاندون (ومن الناس - يا محمد - من يتخذ من دون الله أندادا) أعداء يجعلونهم لله أمثالا (يحبونهم كحب الله) يحبون تلك الأنداد من الأصنام كحبهم لله (والذين آمنوا أشد حبا لله) من هؤلاء المتخذين الأنداد مع الله، لان المؤمنين يرون الربوبية لله وحده لا يشركون [به].
ثم قال: يا محمد (ولو يرى الذين ظلموا) باتخاذ الأصنام أندادا واتخاذ الكفار والفجار أمثالا لمحمد وعلي عليهما السلام (إذ يرون العذاب) حين يرون العذاب الواقع بهم لكفرهم وعنادهم (أن القوة لله جميعا) يعلمون أن القوة لله يعذب من يشاء، ويكرم من يشاء، لا قوة للكفار يمتنعون بها من عذابه (وأن الله شديد العذاب) ويعلمون أن الله شديد العقاب (1) لمن اتخذ الأنداد مع الله.
ثم قال: (إذ تبرأ الذين اتبعوا) لو رأى هؤلاء الكفار الذين اتخذوا الأنداد حين تبرأ اتبعوا الرؤساء (من الذين اتبعوا) الرعايا والاتباع (وتقطعت بهم الأسباب) فنيت حيلهم، ولا يقدرون على النجاة من عذاب الله بشئ (وقال الذين اتبعوا) الاتباع (لو أن لناكرة) يتمنون لو كان لهم كرة: رجعة إلى الدنيا (فنتبرأ منهم) هناك (كما تبرءوا منا) ههنا.
قال الله عز وجل: (كذلك) [كما] تبرأ بعضهم من بعض (يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) وذلك أنهم عملوا في الدنيا لغير الله، فيرون أعمال غيرهم التي كانت لله قد عظم الله ثواب أهلها، ورأوا أعمال أنفسهم لا ثواب لها إذ كانت لغير الله، أو كانت على غير الوجه الذي أمر الله به.
قال الله تعالى (وما هم بخارجين من النار) كان عذابهم سرمدا دائما،