هؤلاء الظالمون لعوامهم.
فإذا الدراهم في الأكياس والدنانير، وإذا الثياب والحيوانات وأصناف الأموال منحدرة عليهم [من حالق] (1) حتى استقرت بين أيديهم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ائتوا بحسبانات هؤلاء الظالمين الذين غالطوا بها هؤلاء الفقراء (2).
فإذا الادراج (3) تنزل عليهم، فلما استقرت على الأرض، قال: خذوها.
فأخذوها فقرأوا فيها: نصيب كل قوم كذا وكذا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ملائكة ربي اكتبوا تحت اسم كل واحد من هؤلاء ما سرقوه منه (4) وبينوه (5).
فظهرت كتابة بينة: لابل نصيب كل واحد (6) كذا وكذا. فإذا هم قد خانوا عشرة أمثال ما دفعوا إليهم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ملائكة ربي ميزوا بين (7) هذه الأموال الحاضرة [في] كل ما فضل، عما بينه (8) هؤلاء الظالمون لتؤدى إلى مستحقه.
فاضطربت تلك الأموال، وجعلت تنفصل بعضها من بعض، حتى تميزت أجزاء كما ظهر في الكتاب المكتوب، وبين أنهم سرقوه واقتطعوه، فدفع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى من حضر من عوامهم نصيبه، وبعث إلى من غاب [منهم] فأعطاه، وأعطى ورثة من قد مات، وفضح الله رؤساء اليهود وغلب الشقاء على بعضهم وبعض العوام