إذا جهر الامام بالقراءة!! جمعا بين الأدلة وهو متعين كما هو مقرر في علم الأصول والذي يؤكد أن المقصود بالقراءة هنا في قوله صلى الله عليه وآله (مالي أنازع) قراءة السورة لا الفاتحة:
(الوجه الثالث): كيف يكون قد أمرهم بقراءة الفاتحة ثم لا يقرؤوها إلا رجل واحد منهم؟!
إذ كيف يكون صلى الله عليه وآله وسلم قد أمرهم قبل ذلك بقراءة الفاتحة فقط خلفه فيما يجهر به ثم يقول بعد ذلك (هل قرأ معي منكم أحد؟) فيجيبه رجل واحد منهم فيقول: أنا يا رسول الله. وأما باقي القوم فلم يقرؤوها، أي أنهم لم يمتثلوا لامره السابق (لا تفعلوا إلا بأم الكتاب)؟!! لا سيما وقد أمر صلى الله عليه وآله أبا هريرة أن ينادي بالناس (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) (70)!!.
(الوجه الرابع،: ولو كان هذا الحديث صحيحا ودعوى النسخ واردة ومقبولة لقال لهم صلى الله عليه وآله مثل ما كان يقول في الأحاديث المنسوخة الأخرى:
(كنت قد أمرتكم بالقراءة فلا تقرؤوا). مثلما قال لهم (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها) (71).