التكبيرات التي في الصلاة هذا حكمها، إلا تكبيرة الإحرام، فإنها ركن لا تنعقد الصلاة إلا بها، وقد قدمنا عد تكبيرات الصلاة في أول أبواب الدخول في الصلاة.
وعن الإمام أحمد رواية: أن جميع هذه التكبيرات واجبة. وهل يستحب مد هذا التكبير؟ فيه قولان للشافعي رحمه الله، أصحهما وهو الجديد: يستحب مده إلى أن يصل إلى حد الراكعين، فيشتغل بتسبيح الركوع لئلا يخلو جزء من صلاته عن ذكر، بخلاف تكبيرة الإحرام، فإن الصحيح استحباب ترك المد فيها لأنه يحتاج إلى بسط النية عليها ، فإذا مدها شق عليه، وإذا اختصرها سهل عليه، وهكذا حكم باقي التكبيرات، وقد تقدم إيضاح هذا في " باب تكبيرة الإحرام "، والله أعلم.
فصل: فإذا وصل إلى حد الراكعين اشتغل بأذكار الركوع فيقول: " سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم ".
128 - فقد ثبت في " صحيح مسلم " من حديث حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ركوعه الطويل الذي كان قريبا من قراءة (البقرة) و (النساء) و (آل عمران): " سبحان ربي العظيم " ومعناه: كرر سبحان ربي العظيم فيه، كما جاء مبينا في " سنن أبي داود " وغيره.
129 - وجاء في كتب السنن: أنه صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قال أحدكم: سبحان ربي العظيم ثلاثا فقد تم ركوعه ".
130 - وثبت في " الصحيحين " عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي ".
131 - وثبت في " صحيح مسلم " عن علي رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع يقول: " اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي ".
وجاء في كتاب السنن: " خشع سمعي وبصري، ومخي وعظمي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ".
132 - وثبت في " صحيح مسلم " عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: " سبوح قدوس رب الملائكة والروح " قال أهل اللغة: سبوح قدوس: بضم أولهما وبالفتح أيضا: لغتان، أجودهما وأشهرهما وأكثرهما: الضم.