أطنبوا في أمر النية وطولوا زمام الكلام فيها وليس في أحاديث أئمتنا سلام الله عليهم شئ من ذلك بل المستفاد من تتبع ما ورد عنهم (عليهم السلام) في بيان الوضوء والصلاة وسائر العبادات التي علموها شيعتهم سهولة أمر النية وأنها غنيمة عن البيان مر كوزة في أذهان جميع العقلاء عند صدور أفعالهم الاختيارية عنهم ولذلك لم يتعرض قدماء فقهائنا رضوان الله عليهم للبحث عنها (وإنما) خاض فيها جماعة من المتأخرين وساقوا الكلام فيها على وجه يوهم تركها من أجزاء متكثرة وأوجب ذلك صعوبتها على أكثر الناس فأداهم ذلك الوقوع في الوسواس وليست النية في الحقيقة إلا القصد البسيط إلى إيقاع الفعل المعين لعلة غائية وإنما التركيب في المنوي وهذا القصد لا يكاد ينفك عنه عاقل عند كل فعل (حتى قال) بعض علمائنا لو كلفنا الله تعالى بإيقاع الفعل المعين من دون النية لكان تكليفا بما لا يطاق (وإحضار) المنوي في الذهن بوجه مميز له عن غيره (وقصد) الإتيان به امتثالا لأمر الله تعالى (في غلية السهولة) فإن الظهر التي نحن مكلفون بأدائها في هذا الوقت مثلا متصورة بهذا الوصف العنواني الذي تمتاز به عن جميع ما عداها من العبادات وغيرها من وقصد إيقاعها امتثالا للأمر لا صعوبة فيه أصلا كما يشهد به الوجدان الصحيح ومن وجده صعبا فيسأل 1 الله أن يصلح وجدانه إنه على كل شئ
(٣٥)