يدي المدلج إن رحمتك وتوفيقك وإعانتك لمن توجه لك وعبدك صادرة عنك قبل توجهه إليك وعبادته لك إذ لولا رحمتك وتوفيقك وايقاعك ذلك في قلبه ل تخطر ذلك بباله فكأنك سريت إليه قبل أن يسري هو إليك (تعلم خائنة الأعين) قد تقدم تفسيره في الباب الثاني (وغارت النجوم) أي تسفلت وأخذت في الهبوط والاخفاض بعد ما كانت آخذة في الصعود والارتفاع واللام للعهد ويجوز أن يكون بمعنى غابت والسنة بالكسر مبادي النوم وقد تقدم في الباب الأول وجه تقديمها على النوم مع أن القياس في النفي الترقي من الأعلى إلى الأدنى (الآيات) أي علامات عظيمة أو كثيرة دالة على كما ل القدرة (لأولي الألباب) أي لذوي العقول الكاملة وسمي العقل لبا لأنه أنفس ما في الإنسان فما عداه كأنه قشر (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض) قال المفسرون في هذا دلالة علي شرف علم الهيئة (ربنا ما خالقت هذا باطلا) أي قائلين حال تفكرهم في المخلوقات العجيبة الشأن (ربنا ما خلقت هذا عبثا سبحانك) أي ننزهك عن فعل العبث ننزيها (سبحانك فقنا عذاب النار) لما كان خلق هذه الأشياء لحكم ومصالح منها أن يكون سببا لمعاش الإنسان ودليلا يدله على معرفة الصانع ويحثه
(٢٣٠)