(ولو اجتمع) أي العدو (أقطارها) أي نواحي الأرض (الأئمة المضلين) أي الداعين إلى البدع والفسق والفجور (في أمتي) أي من بعضهم لبعض (لم يرفع) السيف (عنها) أي عن الأمة (إلى يوم القيامة) فإن لم يكن في بلد يكون في بلد آخر وقد ابتدئ في زمن معاوية وهلم جرا لا يخلو عنه طائفة من الأمة. والحديث مقتبس من قوله تعالى: * (أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) * (بالمشركين) منها ما وقع بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في خلافة الصديق رضي الله عنه (الأوثان) أي الأصنام حقيقة، ولعله يكون فيما سيأتي أو معنى ومنه تعس عبد الدينار وعبد الدرهم (وإنه) أي الشأن (كذابون) أي في دعوتهم النبوة (ثلاثون) أي هم أو عددهم ثلاثون (وأنا خاتم النبيين) بكسر التاء وفتحها والجملة حالية (لا نبي بعدي) تفسير لما قبله (على الحق) خبر لقوله لا تزال أي ثابتين على الحق علما وعملا (ظاهرين) أي غالبين على أهل الباطل ولو حجة. قال الطيبي: يجوز أن يكون خبرا بعد خبر وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في ثابتين أي ثابتين على الحق في حالة كونهم غالبين على العدو (ثم اتفقا) أي سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى (من خالفهم) أي لثباتهم على دينهم (حتى يأتي أمر الله تعالى) متعلق بقوله لا تزال. قال في فتح الودود: أي الريح الذي يقبض عندها روح كل مؤمن ومؤمنة. وفي رواية الشيخين من حديث المغيرة بن شعبة " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله " وأخرج الحاكم في المستدرك عن عمر " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " قال المناوي: أي إلى قرب قيامها لأن الساعة لا تقوم حتى لا يقال في الأرض الله الله انتهى.
قلت: حديث ثوبان مطولا هو عند المؤلف، وأما غير المؤلف فأخرجه مفرقا في المواضع، فحديث إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها إلى قوله يكون بعضهم يسبي بعضا أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجة والترمذي كلهم في الفتن وقال الترمذي حسن