عام يشمل المبائع وغيره. وقال الطيبي: جمع الضمير فيه بعد ما أفرد في فليطعه نظرا إلى لفظ من تارة ومعناها أخرى (قلت أنت) القائل عبد الرحمن (قال) أي عبد الله بن عمرو (قلت) القائل عبد الرحمن (يأمرنا أن نفعل) كأنه أراد به أنه يأمرنا بمنازعة علي رضي الله عنه مع أن عليا هو الأول ومعاوية هو الآخر الذي قام منازعا (قال) عبد الله (أطعه) أي معاوية (واعصه) أي معاوية: قال المزي: الحديث أخرجه مسلم بطوله في المغازي، وأخرجه أبو داود في الفتن، وأخرجه النسائي في البيعة وفي السير، وأخرجه ابن ماجة في الفتن والله أعلم.
(ويل للعرب) الويل حلول الشر وهو تفجيع، أو ويل كلمة عذاب أو واد في جهنم، وخص العرب بذلك لأنهم كانوا حينئذ معظم من أسلم (من شر) عظيم (قد اقترب) ظهوره، والأظهر أن المراد به ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه بقوله: " فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج " الحديث والله أعلم.
قال الطيبي: أراد به الاختلاف الذي ظهر بين المسلمين من وقعة عثمان رضي الله عنه أو ما وقع بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه. قال القاري: أو أراد به قضية يزيد مع الحسين رضي الله عنه وهو في المعنى أقرب لأن شره ظاهر عند كل أحد من العجم والعرب (أفلح) أي نجا (من كف يده) أي عن القتال والأذى أو ترك القتال إذا لم يتميز الحق من الباطل.
قال المزي: والحديث أخرجه أبو داود في الفتن عن محمد بن يحيى بن فارس عن عبيد الله بن موسى عن شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة انتهى. وفي المرقاة: أخرجه داود بإسناد رجاله رجال الصحيح. والحديث متفق عليه من حديث طويل خلا قوله: " قد أفلح من كف يده " انتهى.