والمعنى ما جعله متصفا بوصف إلا بوصف تسميته الخ، يعني وصفا واضحا مفصلا لا مبهما مجملا فالاستثناء متصل.
وقال الطيبي: قوله إلى أن تنقضي متعلق بمحذوف، أي ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا مهملا، لكن قد سماه فالاستثناء منقطع. انتهى كلام القاري.
وقال العلامة الأردبيلي في الأزهار، ومعنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ذكر لنا القائدين للفتنة الذين يبلغ أتباعهم ثلاثمائة فصاعدا باسمه ونسبه وقبيلته، ولم يذكر الذين لا يبلغ أتباعهم ثلاثمائة. وفي كمال علم النبي صلى الله عليه وسلم وكمال شفقته على أمته. وفيه علم للنبوة وإعجاز انتهى.
وابن لقبيصة مجهول وقيل هو إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي الشامي صدوق يرسل.
وقال المزي في الأطراف: حديث قبيصة بن ذؤيب أبي سعيد الخزاعي عن حذيفة أخرجه أبو داود في الفتن عن محمد بن يحيى بن فارس عن سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن فروخ عن أسامة بن زيد أخبرني ابن قبيصة بن ذؤيب عن أبيه قال: قال حذيفة فذكره. انتهى كلام المزي.
(عن عبد الله) هو ابن مسعود والراوي عنه مجهول، وعامر هو الشعبي (أربع فتن) كأن المراد بها الوقائع الكبار جدا، وفي كنز العمال أخرج نعيم بن حماد في الفتن عن حذيفة:
يكون في أمتي أربع فتن وفي الرابعة الفناء. وأخرج عن عمران بن حصين: تكون أربع فتن:
الأولى يستحل فيها الدم، والثانية يستحل فيها الدم والمال، والثالثة يستحل فيها الدم والمال والفرج، والرابعة الدجال، وكذا أخرجه الطبراني.
قال المزي في الأطراف: حديث رجل لم يسم عن ابن مسعود أخرجه أبو داود في الفتن.
(العنسي) بمفتوحة وسكون النون، قال في لب اللباب منسوب إلى عنس حي من مذحج (كنا قعودا) أي قاعدين (فذكر) النبي صلى الله عليه وسلم (الفتن) أي الواقعة في آخر الزمان (فأكثر) أي البيان