تضل أهلها فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الامر في قريش لا يعاديهم فيه أحد الا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان - (أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بنى ساعدة وخالف عنا على والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبى بكر رضي الله عنه فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى اخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالا عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد اخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا لا عليكم ان لا تقربوهم اقضوا أمركم فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى اتيناهم في سقيفة بنى ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت من هذا قالوا سعد بن عبادة فقلت ما له قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فاثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فنحن (1) أنصار الله وكتيبة الاسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة من قومكم فاذاهم يريدون ان يختزلونا من أصلنا وان يحضنونا من الامر قال فلما سكت أردت ان أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن اقدمها بين يدي أبى بكر رضي الله عنه وكنت أدارئ عنه (2) بعض الحد فلما أردت ان أتكلم قال أبو بكر رضي الله عنه على رسلك فكرهت ان أغضبه فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فكأن هو احلم منى وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري الا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت قال ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل ولن نعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقدرا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم واخذ بيدي وبيد أبى عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله ان أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من اثم أحب إلى من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر رضي الله عنه اللهم الا ان تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل الأنصار (3) انا جذيلها (4) المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من أن يقع اختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار - رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي (5) - (أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرى ابن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد قال قرئ على محمد بن الهيثم وانا اسمع ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن هشام بن عروة أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر رضي الله عنه بالسنح فقام عمر رضي الله عنه فقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر رضي الله عنه والله ما كان يقع في نفسي الا ذاك وليبعثنه الله عز وجل فيقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر رضي الله عنه فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله عز وجل الموتتين ابدا ثم خرج فقال أيها لحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر رضي الله عنهما فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله عز وجل فان الله حي لا يموت وقال (انك ميت وانهم ميتون) وقال (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه) الآية كلها فنشج الناس يبكون واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه في سقيفة بنى ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح
(١٤٢)