يتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذا هبط عيسى بن مريم بشرقي دمشق عند المنارة البيضاء بين مهر ودتين واضعا يده على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر و إذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، قال ولا يجد ريح نفسه يعنى أحد إلا مات، و ريح نفسه منتهى بصره، قال فيطلبه حتى بدركه بباب لد فيقتله. قال فيلبث كذلك ما شاء الله؟ قال ثم يوحى الله إليه أن جوز عبادي إلى الطور فإني قد أنزلت عبادا لي لا يد لاحد بقتالهم، قال ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله وهم من كل حدب ينسلون، قال ويمر أولهم ببحيرة الطبرية فيشرب ما فيها ثم يمر بها آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض فهلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم محمرا دما، ويحاصر عيسى بن مريم وأصحابه حتى يكون رأس الثور يؤمئذ خيرا لهم من مائة دينار لأحدكم اليوم. قال فيرغب عيسى بن مريم إلى الله وأصحابه، قال فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى موتى كموت نفس واحدة، قال ويهبط عيسى وأصحابه فلا يجد موضع شبر إلا وقد ملأته زهمتهم ونتنهم ودماؤهم. قال فيرغب عيسى إلى الله وأصحابه قال فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم بالمهبل ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم وجعابهم سبع سنين ويرسل الله عليهم مطرا لا يكن منه بيت وبر ولا مدر، قال فيغسل الأرض
(٣٤٨)