عيب عثمان، ودعاؤه إلى قتله) (73) فسيروه من البصرة وأخذوا عاملي عثمان بن حنيف الأنصاري غدرا فمثلوا به كل المثلة، ونتفوا كل شعرة في رأسه
(٧٣) وذكره وصرح باسمه في وقعة الجمل من أنساب الأشراف ص ٣٤٩، وفى كتاب الجمل ص 163، والإمامة والسياسة ص 68: ما يعضد هذا المضمون، ففي الثاني: فبينا هم كذلك -: أي فمن قائل صدقت عايشة فيما قالت، ومن قائل: كذبت، حتى ضرب بعضم وجوه بعض - إذ أتاهم رجل من أشراف البصرة بكتاب كان كتبه طلحة في التأليب على قتل عثمان، فقال لطلحة: هل تعرف هذا الكتاب؟ قال: نعم، قال فما ردك على ما كنت عليه، وكنت أمس تكتب الينا تؤلبنا على قتل عثمان، واليوم تدعونا إلى الطلب بدمه، وقد زعمتما أن عليا دعاكما إلى أن تكون البيعة لكما قبله، إذ كنتما أسن منه، فأبيتما الا أن تقدماه لقرابته وسابقته فبايعتماه، فكيف تنكثان بيعتكما بعد الذي عرض عليكما. قال طلحة: دعانا إلى البيعة بعد ان اغتصبها وبايعه الناس، فعلمنا حين عرض علينا انه غير فاعل، ولو فعل أبي ذلك المهاجرون والأنصار، وخفنا أن نرد بيعته فنقتل فبايعناه كارهين. قال: فما بدا لكما في عثمان. قال ذكرنا ما كان من طعننا عليه وخذلاننا إياه فلم نجد من ذلك مخرجا إلى الطلب بدمه، قال: فما تأمرانني به. قال: بايعنا على قتال علي ونقض بيعته. قال: أرأيتما ان أتانا بعدكما من يدعونا إلى ما تدعوان إليه ما نصنع. قالا: لا تبايعه قال: ما أنصفتما أتأمرانني ان أقاتل عليا وأنقض بيعته وهي في أعناقكما، وتنهياني عن بيعة من لا بيعة له عليكما، أما اننا قد بايعنا، فان شئتما بايعناكما بيسار أيدينا.
وفى كتاب الجمل 163،: وبلغ كلام طلحة مع أهل البصرة إلى عبد الله ابن حكيم التميمي فصار إليه وقال له: يا طلحة هذه كتبك وصلت الينا بعيب عثمان بن عفان وخبرك عندنا بالتأليب عليه حتى قتل، وبيعتك عليا في جماعة الناس ونكثك بيعته من غير حدث كان منه فيما بلغني عنك، وفيما جئت بعد الذي عرفناه من رأيك في عثمان. فقال له طلحة: أما عيبي لعثمان وتأليبي عليه، فقد كان، فلم نجد لنا من الخلاص منه سبيلا الا التوبة فيما اقترفناه من الجرم له، والاخذ بدمه، وأما بيعتي له، فاني أكرهت على ذلك، وخشيت منه أن يؤلب علي ان امتنعت من بيعته، ويغري بي فيمن أغراه بعثمان حتى قتله. فقال له عبد الله بن حكيم: هذه معاذير يعلم الله باطن الامر فيها، وهو المستعان على ما نخاف من عاقبة أمرها.