[٤٧٠٦] ١٠ - الأربلي رفعه وقال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): قد انتحلت طوائف من هذه الأمة بعد مفارقتها أئمة الدين والشجرة النبوية إخلاص الديانة واخذوا أنفسهم في مخائل الرهبانية وتعالوا في العلوم ووصفوا الإيمان بأحسن صفاتهم وتحلوا بأحسن السنة حتى إذا طال عليهم الأمد وبعدت عليهم الشقة وامتحنوا بمحن الصادقين رجعوا على أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدى وعلم النجاة يتفسخون تحت أعباء الديانة تفسخ حاشية الإبل تحت أوراق البزل ولا تحرز السبق الروايا وان جرت ولا يبلغ الغايات إلا سبوقها وذهب الآخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتاولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر مما استحسنوا يقتحمون في أغمار الشبهات ودياجير الظلمات بغير قبس نور من الكتاب ولا اثرة علم من مظان العلم بتحذير مثبطين زعموا انهم على الرشد من غيهم وإلى من يفزع خلف هذه الأمة وقد درست أعلام الملة ودأنت الأمة بالفرقة والاختلاف يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول:
﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جائهم البينات﴾ (1) فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكمة إلا أهل الكتاب وأبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وبراهم من الآفات وافترض مودتهم في الكتاب، هم العروة الوثقى وهم معدن التقى وخير جبال العالمين ونيقها (2).
وفي هذا المجال إن شئت راجع الكافي: 5 / 494، وبحار الأنوار: 67 / 113.