معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري - ج ٢ - الصفحة ٨٣
فقال مالك: أنا على الاسلام.
فقال خالد: يا ضرار! اضرب عنقه.
فضرب عنقه وجعل رأسه اثفية لقدر وكان من أكثر الناس شعرا " 1.
وتزوج خالد بامرأة مالك أم تميم بنت المنهال في تلك الليلة 2.
فقال في ذلك أبو زهير السعدي:
الأقل لحي أوطأوا بالسنابك * تطاول هذا الليل من بعد مالك قضى خالد بغيا عليه لعرسه * وكان له فيها هوى قبل ذلك فأمضى هواه خالد غير عاطف * عنان الهوى عنها ولا متمالك فأصبح ذا أهل وأصبح مالك * إلى غير أهل هالكا في الهوالك 3 ومر المنهال على أشلاء مالك بن نويرة هو ورجل من قومه حين قتله خالد، فأخرج من خريطته ثوبا فكفنه فيه ودفنه 4.
وفي تاريخ اليعقوبي: " فلحق أبو قتادة بابي بكر فأخبره الخبر وحلف ان لا يسير تحت لواء خالد لأنه قتل مالكا مسلما ".
وبرواية عبد الرحمن بن أبي بكر في الطبري: " وكان ممن شهد لمالك بالاسلام أبو قتادة، وكان قد عاهد الله ان لا يشهد مع خالد حربا أبدا ".
وفي تاريخ اليعقوبي، فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر:
يا خليفة رسول الله! ان خالدا قتل رجلا مسلما وتزوج امرأته من يومها، فكتب أبو بكر إلى خالد فأشخصه، فقال: يا خليفة رسول الله اني تأولت 5 وأصبت

(١) بترجمة وثيمة من وفيات الأعيان لابن خلكان ٥ / ٦٦، وفوات الوفيات ٢ / ٦٢٧ كلاهما نقلا الخبر عن ردة ابن وثيمة والواقدي، وبتاريخ أبي الفداء ص ١٥٨، وتاريخ ابن شحنة بهامش تاريخ الكامل ١١ / ١١٤. ٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١١٠.
٣) في الوفيات ٥ / ٦٧، والفوات ٢ / ٦٢٦ - ٦٢٧، وأبي الفداء ١٥٨، وابن شحنة ١١ / ١١٤ بهامش ابن الأثير.
٤) بترجمة المنهال من الإصابة ٣ / ٤٧٨، والخريطة كالحقيبة وعاء من جلد وغيره بجمع على ما فيه.
٥) المراد من التأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل كما ورد في ذيل حديث أم المؤمنين في صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ١ / ٤٧٨، كتاب صلاة المسافر، الحديث رقم: 3، حديث قال الزهري فقلت لعروة ما بال عائشة تتم في السفر يعني الصلاة، قال تأولت كما تأول عثمان أراد بتأويل عثمان أنه أتم الصلاة بمكة.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست