الانسياق وراء معاوية، ومن قبول يزيد المخمور المعلن بالفسق لولاية العهد، ومن هنا كان معاوية بحاجة إلى تغيير رؤية المسلمين إلى مثلهم الا على رسول الله، ولهذا ظهرت أحاديث تري رسول الله في مستوى يزيد ومعاوية في الانجراف وراء هوى نفسه وقد رويت تلك الأحاديث عن بعض أمهات المؤمنين وبعض صحابة رسول الله 1.
وكان - أيضا - في الأحاديث الإسرائيلية عن الأنبياء السابقين والتي كان ينشرها علماء أهل الكتاب بين المسلمين إسنادا وتأييدا لما تتطلبه سياسة معاوية في هذا الجانب، وزاد في الطين بلة المنع من كتابة حديث الرسول والاعتماد على ذاكرة الرواة في ما يحدثون. ولهذا اختلط الحابل بالنابل، وامتزجت الإسرائيليات بالمروي من أحاديث الرسول.
وهكذا تشكل الفكر الاسلامي في مدرسة الخلفاء بطابعه الخاص به على عهد معاوية وكما أراده معاوية، وأصبح هذا الفكر الخاص بمدرسة الخلفاء هو الاسلام الرسمي منذ عهد معاوية، وأصبح ما يخالفه مرفوضا ومنبوذا. وبقي الاسلام الرسمي أو الفكر الاسلامي الذي رسمه معاوية كما أراده على ذلك الشكل والمحتوى حتى اليوم بعد أن وضع استشهاد الحسين سبط رسول الله وأهل بيته حدا للانحراف بعد معاوية، وكشف عن واقع الخليفة يزيد وجرد مقام الخلافة عن هالة القداسة التي كانت تتبرقع بها، فأصبحت السلطة في جانب، والتمثيل الديني في جانب آخر.
كان هذا موقف مدرسة الخلفاء من حديث الرسول (ص) وسندرس موقف مدرسة أهل البيت من حديث الرسول في ما يأتي من أبواب هذا الكتاب - إن شاء الله تعالى -.