اليوم، لان الحوزات لم تنقطع عن تدريسه في كل الأزمنة ولم يسمع بأن لدى أحد من المسلمين في عصر من العصور نسخة من القرآن يختلف كلمة واحدة عما في أيدينا.
اما ما ورد في بعض الأحاديث بكتب مدرسة الخلفاء أو مدرسة أهل البيت فان تلك الروايات لم يأخذ بها أحد من المسلمين في عصر من العصور وبقيت في محلها من كتب الحديث.
وأما مصحف فاطمة (ع) فان الأئمة من أهل البيت قالوا عنه ان فيه أسماء من يحكم هذه الأمة من حكام وليس فيه شئ من القرآن وشأن هذه التسمية شأن تسمية كتاب سيبويه في النحو ب " الكتاب "، فإنه لم يقصد منه أنه القرآن.
أما السنة فهي في اللغة الطريقة، وفى عرف المسلمين: سيرة الرسول وحديثه وتقريره، وقد ورد في حديث الرسول الحث على الاخذ بسنته فهي إذا من المصطلحات الاسلامية وإن كانت دلالتها على الحديث والتقرير ضمنيا.
وينحصر طريق وصول السنة حديثا وسيرة وتقريرا بما روى عن رسول الله (ص).
والفقه في اللغة: الفهم وفي القرآن والحديث ورد بمعنى علم الدين الاسلامي وفي اصطلاح علماء المسلمين خص بعلم الاحكام وبما أنه استعمل في القرآن والحديث بمعنى عامة علم الدين فاستعماله في خصوص علم الاحكام لا يخرجه عن كونه مصطلحا اسلاميا.
والاجتهاد في عرف علماء مدرسة الخلفاء استنباط الاحكام عن طريق الكتاب والسنة والقياس.
وفي عرف علماء مدرسة أهل البيت مساوق للفقه.
وتتفق المدرستان في الاخذ بكل ما ورد في كتاب الله وكل ما ثبت لديهم من سنة الرسول.
وتختلفان في من يأخذون عنه سنة الرسول فان أتباع مدرسة الخلفاء تأخذ الاحكام من كل من سموه صحابيا ولا يأخذ أتباع مدرسة أهل البيت السنة ممن عادى الامام عليا مثل عمران بن حطان الخارجي سواء أكان المعادي للإمام علي صحابيا أم تابعيا أم ممن جاء بعدهم لان رسول الله (ص) قال للإمام علي: " يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق " وقال الله سبحانه " من أهل المدينة مردوا