وفيه عن علي بن سعد أو سعيد قال كنت قاعدا عند أبي عبد الله (ع) وعنده أناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس: جعلت فداك، ماذا لقيت من الحسن بن الحسن ثم قال له الطيار: جعلت فداك بينا أمشي في بعض السكك إذ لقيت محمد بن عبد الله بن الحسن على حمار له حوله بعض الزيدية.
ثم ذكر ما دار بينهما فقال الامام في جوابه في الجفر: فإنما هو جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام املاء رسول الله وخطه علي (ع) بيده وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن وان عندي خاتم رسول الله (ص) ودرعه وسيفه ولواؤه وعندي الجفر على رغم أنف من رغم 1.
وعن عنبسة بن مصعب قال كنا عند أبي عبد الله... وفي اخر الحديث قول الإمام عن الجفرين، ينطق أحدهما بصاحبه فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة اما والله ما ازعم انه قرآن 2.
ويظهر من بعض الأحاديث ان في مصحف فاطمة بالإضافة إلى ما ورد في ما سبق أحاديث من ملك كان يحدثها بعد وفاة الرسول ليسليها كما في رواية حماد بن زيد في الكافي عن الإمام الصادق: ان الله تعالى لما قبض نبيه (ص) دخل على فاطمة (ع) من وفاته من الحزن مالا يعلمه الا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها - إلى قوله - فأعلمته بذلك اي أعلمت الامام عليا فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال: ثم قال: اما انه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون 3.
وعن أبي عبيدة قال سأل أبا عبد الله بعض أصحابنا عن الجفر فقال: هو جلد ثور مملوء علما قال له: فالجامعة؟ قال تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من قضية الا وهي فيها حتى أرش الخدش.