في قراءة الأحاديث النبوية وعندما أتيح لي السفر إلى المدينة المنورة قمت بشراء واقتناء مجموعة الأحاديث في كتب البخاري ومسلم فرأيت شيئا آخر أعبر عنه بهذه العبارة الصريحة رأيتني وكأنني أمام دين آخر ونشأ في نفسي انطباع من قراءاتي للحديث الشريف انني أمام دين تقليدي. فكل ما وجدته في كتب الأحاديث وكل ما رأيت للرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث عنه أو يشير إلى فعله يتعلق بلبس الثياب أو كيفية الدخول للمكان والخروج منه وأشياء أخرى من هذا القبيل. لا كما رأيت في القرآن الكريم عن الأساسيات التي تدل على كمال الدين الاسلامي.
عدنان سعد الدين هذا الذي استخلصته من دراسة الأحاديث بعدما قرأتها في صحيحي البخاري ومسلم.
المترجم: بدا للأستاذ جارودي بعد دراسة الأحاديث الشريفة وكأنه ليس أمام الدين الاسلامي الحنيف الذي قرأ عنه وتعرف عليه في القرآن الكريم.
والذي هو كامل ومكمل للأديان. بل كأنه من خلال الأحاديث يقرأ عن دين خاص يعطي صورة عن حياة الرسول (ص) عليه الصلاة والسلام وأموره الخاصة. فهي ذات طابع شخصي وهذا لا يثير اهتمام الغربيين ولا يعنيهم أن يعرفوا كيف كان الرسول يلبس ثيابه أو نعاله وكيف كان يأكل ويجلس ويدخل ويخرج بل يعنيهم ويشد من انتباههم القضايا الكلية والمصيرية والأساسية في حياة الانسان، مثل النظرة إلى الكون والطبيعة والحياة والتوحيد والايمان بالله والرسالات (1).