أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ٢ - الصفحة ٣٠٢
بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟
قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت - وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا -: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، قال:
فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع (1).
أشرنا في ما مضى أن دعوة النبي (ص) قد انحصرت في بيته ابتداء، وقد أحس أمير المؤمنين (ع) العطر السماوي والوحي الإلهي في أول لحظات البعثة، حيث إنه (ع) كان يرافق النبي (ص) في غار حراء، وبعد رجوعه (ص) إلى البيت التحقت بهما السيدة خديجة، فأصبح عدد المسلمين ثلاثة، وهناك شواهد موثوقة على أن الاسلام لم يتجاوز هؤلاء الثلاثة لمدة مديدة (2).
ثم التحق بهم بعد زمن مديد زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، وإنا لا نعرف الزمن المحدد لاسلامهما.
ان الله تعالى أمر النبي الأكرم (ص) في السنة الثالثة للبعثة أن يدعو الأقربين من عشيرته إلى الاسلام، وذلك بعد ثلاث سنوات من سرية الدعوة،

(١) تاريخ الطبري ج ٣ / ١١٧١ - ١١٧٢ ط. أوربا. وابن عساكر تحقيق المحمودي ج ١ من ترجمة الامام. وتاريخ ابن الأثير ج ٢ / ٢٢٢. وشرح ابن أبي الحديد ج ٣ / ٢٦٣. وفي تاريخ ابن كثير ج ٣ / ٣٩، وقد حذف الألفاظ وقال،: كذا وكذا. وكنز العمال للمتقي ج ١٥ / ١٠٠ و ١١٥ و ١١٦ منه وفي ص ١٣٠: يكون أخي وصاحبي ووليكم بعدي.
والسيرة الحلبية ج ١ / ٢٨٥ نشر المكتبة الاسلامية ببيروت.
(٢) الطبري ج ٢ / ٣١١ - ٣١٢ ثلاثة أحاديث ط. مصر تحقيق محمد أبو الفضل، الاستيعاب على هامش الإصابة ج ٣ / ١٦٣، الإصابة ج ٢ / ٤٨٠، أسد الغابة ج ٤ / 49، الترجمة 3696.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست