والرشيد، والوفي، والسيد، والزكي، والمبارك، والتابع لمرضاة الله، والدليل على ذات الله عز وجل، والسبط الثاني، والامام الثالث، ولكن أعلاها رتبة ما لقبه رسول الله (ص) في قوله عنه وعن أخيه: انهما سيدا شباب أهل الجنة، فيكون السيد أشرفهما، وكذلك السبط فإنه صح عن رسول الله (ص) إنه قال: حسين سبط من الأسباط، والحسين مصغر حسن كما أن شبير مصغر شبر ولم يسم بهذا الاسم أحد قبله كما قال ابن الاعرابي: إن الله قد حجب اسم الحسن والحسين حتى سما بهما النبي (ص) ابنيه الحسن والحسين وهما اسمان من أسامي أهل الجنة، وما سمت الجاهلية بهما، وفي المناقب لما ولد الحسن بن علي (ع) أهدى جبرئيل إلى رسول الله (ص) اسمه في خرقة حرير من ثياب الجنة فيها حسن فسماه به.
ولما ولد الحسين أتت به فاطمة إلى رسول الله (ص) وقالت: يا أبة هذا أحسن من ذلك فسماه الحسين، وفي رواية ابن عباس لما ولد أوحى الله إلى جبرئيل يا جبرئيل أخبر محمدا إني قد سميته الحسين فسمه كذلك وهو ليلة ميلاده وأوحى الله تبارك وتعالى إلى لعيا حين وقعت فاطمة (ع) في الطلق ولعيا سيدة حور الجنة وأهل الجنان إذا أرادوا أن ينظروا إلى شئ حسن نظروا إلى لعيا، ولها سبعون الف وصيفة، وسبعون الف قصر ففي كل قصر سبعون الف مقصورة، ففي كل مقصورة سبعون الف غرفة مكللة بأنواع الجوهر والمرجان والقصر التي هي محلها ارفع وأشرف وأعلى من تلك القصور ومن كل قصر في الجنة، وإذا أشرفت لعيا على الجنة وأطلعت رأسها أضائت الجنة من ضوء خديها وجبينها فأوحى الله إليها أن اهبطي إلى الدنيا إلى بنت حبيبي فأنسى لها فهبطت لعيا على فاطمة وسلمت عليها وقالت لها: مرحبا بك يا بنت رسول الله كيف حالك؟
قالت لها بخير ولحقت فاطمة الحياء من لعيا لم تدر ما تفرش لها فبينما هي متفكرة إذ هبطت حوراء من الجنة ومعها درنوك من درانيك الجنة فبسطته في منزل فاطمة فجلست عليه لعيا.
ثم إن فاطمة ولدت حسينا فقبلته لعيا وغسلته بماء الجنة ونشفته بمنديل من مناديل الجنة وقبلت بين عينيه، وقالت بارك الله فيك من مولود، وبارك في ولديك ثم أوحى الله تعالى إلى مالك خازن النيران اخمد النيران على أهلها كرامة لمولود ولد لمحمد في دار الدنيا وأوحى الله إلى الحور العين إن تزين وتزاورن كرامة لمولود ولد لمحمد (ص) في دار الدنيا