والمحمول يا أم هذا تأويل رؤياك قالت وكان رسول الله (ص) يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين فيمصه حتى يرتوي فأنبت الله عز وجل لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعظمه من عظم رسول الله ولم يرضع الحسين من فاطمة ولا من غيرها لبنا قط يقول المرحوم الشيخ عبد الحسين الأعسم:
بأبي الذي غذاه أحمد جده * بلسانه فزكى الغذى المغتذي ما انفك يرشف ثغره مستنشقا * طيب الجنان بطيب مرشفه الشذى لا غرو أن شفعت بشاشته بمن * بسوى انتشاق شذاه لم يتلذذ الام فاطم والأب الكرار لا * أب في الأنام كذا ولا أم كذى وفي رواية كان النبي (ص) يعطيه إبهامه فيمصه وكان الله قد جعل في ابهام رسول الله (ص) رزقا يغذوه ففعل ذلك أربعين يوما وليلة فنبت لحمه من لحم رسول الله (ص) وفي هذا سر معلوم لا يخفى على أهل البصيرة كما يظهر من رواية برة الخزاعية في المناقب قالت برة ابنة أمية الخزاعي: لما حملت فاطمة بالحسن خرج النبي (ص) في بعض وجوهه فقالت لفاطمة: إنك لتلدين غلاما قد هنأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أصير إليك وأرجع من سفري قالت برة فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن وله ثلاث ما أرضعته فقلت لها أعطنيه حتى أرضعه فقالت: كلا ثم أدركتها رقة الأمهات فأرضعته فلما جاء النبي (ص) قال لها: ماذا صنعت قالت: أدركني عليه رقة الأمهات فأرضعته فقال (ص) أبى الله عز وجل إلا ما أراد ولما حملت بالحسين (ع) قال لها: يا فاطمة إنك ستلدين غلاما قد هنأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجئ وأن أقمت شهرا قالت افعل ذلك وخرج رسول الله (ص) في بعض وجوهه فولدت فاطمة الحسين (ع) فما أرضعته حتى جاء رسول الله (ص) فقال لها ماذا صنعت قالت ما أرضعته فأخذه وجعل لسانه في فمه فجعل الحسين (ع) يمص حتى قال النبي (ص): أيها حسين أيها حسين ثم قال: أبى الله إلا ما يريد هي فيك وفي ولدك يعني الإمامة. يقول المرحوم السيد مهدي ابن سيد داود:
ومن ارتبى طفلا بحجر محمد * حتى اغتدى وحي الاله رضيعا يغذوه غذاء المرهنات وبعد ذا * منه ترض الصافنات ضلوعا فتعج أملاك السماء لموته * اليوم مات الأنبياء جميعا