الذي لم أكن عنده منسيا، الحمد لله الذي كتب اسمي في كتبه وكنت في كتبه مذكورا ثم دعى الناس فقال: اسمعوا ما يقول أخوكم المسلم: فسمعوا وحمدوا الله تعالى وشكروه إذ ألهمهم معرفة أمير المؤمنين (ع)، وسار الراهب بين يده وقاتل معه أهل الشام، واستشهد، فتولى أمير المؤمنين أمره والصلاة عليه ودفنه، وأكثر من الاستغفار له وكان إذا ذكره يقول: ذاك مولاي.
ومن معجزاته (ع): في شرح القصيدة قال: ان أمير المؤمنين (ع) لما طال عليه المقام بصفين شكوا إليه أصحابه نفاذ الزاد والعلف بحيث لم يجد واحد من أصحابه شيئا يؤكل فقال (ع): غدا يأتيكم ما يكفيكم وما تحتاجون إليه، فلما أصبحوا وفاوضوه صعد علي (ع) على التل ودعا وسأل الله تعالى ان يطعمهم ويعلف دوابهم ثم نزل ورجع إلى مكانه، فما استقر إلا وقد أقبلت العير قطارا قطارا عليها اللحم والتمر والدقيق والبر والخبر والشعير وعلف الدواب بحيث امتلأت البراري، وفرغ أصحاب الجمال الاجمال من الأطعمة وجميع ما معهم من علف الدواب وغيره من الثياب والحلي وجلال الدواب وجميع ما يحتاجون إليه ثم انصرفوا ولم يدر أحد من أي البقاع جاؤوا وما دروا إنهم كانوا من الانس أم من الجن.
وتعجب الناس من ذلك، فصعد أهل العراق على تل هناك لينظروا إلى أين يمضون فلم يروها، وبلغ ذلك أهل الشام فتعجبوا وحكوا لمعاوية ذلك فقال: ليس بعجب، هذا من سحر بن أبي طالب سود الله وجه معاوية كان يتكلم بكل ما يجري على لسانه من الأراجيف والهفوات، ولا يستحي من اله ولا يراقب الله. فكيف يراقب الله من كانت شجرته خبيثة لا يبالي بان يخرج من فيه كلمة خبيثة (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) وعمل في أيام صفين بكل ما استطاع من الحيل والمكائد حتى يمنع الماء عن أصحاب أمير المؤمنين فجاؤوا إلى علي وشكوا إليه العطش فأرسل (ع) إلى الماء فوارس على كشفه فانحرفوا خائبين، فضاق صدره الشريف فقام إليه الحسين (ع) وقال: يا أبة انا امضي إليه فقال (ع): امض فبعث معه فوارس فاقبل الحسين (ع) وحمل عليهم وهزم أبا الأعور عن الماء ودخل المشرعة وبنى خيمته وحط فوارس كانوا معه واقبل إلى أبيه وبشره، فبكى أمير المؤمنين (ع) فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين وهذا أول فتح ببركة الحسين (ع) قال: ذكرت إنه سيقتل بطف كربلاء غريبا وحيدا عطشانا