فقيل له يا أمير المؤمنين تبرز إلى هذا الكلب قال (ع): وإنه والله لأعظم عناء عندي من معاوية فضربه أمير المؤمنين (ع) على رأسه فسقط قتيلا على هامته فجزع عليه معاوية جزعا شديدا وقال: يا عمرو ما أنصفته حين أمرته بأمر تكرهه لنفسك ثم خرج من عسكر معاوية كريب بن أبرهة من آل ذي يزن وكان مهيبا قويا يأخذ بالدرهم بكفه فيغمز إبهامه عليه فيذهب بكتابته فقال له معاوية: إن عليا يبرز بنفسه وكل أحد لا يتجاسر على مبارزته وقتاله، فقال كريب: انا أبرز إليه فخرج ونادى ليبرز إلي علي فبرز إليه مرتفع بن الوضاح الزبيدي فسأله من أنت؟ فعرفه نفسه فقال: كفو كريم فتكافحا فسبقه كريب فقتله ونادى ليبرز إلي أشجعكم أو علي فبرز إليه شرحبيل بن بكر وقال لكريب، يا شقي ألا تفكر في لقاء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة بسفك دم الحرم وإعانة الباطل؟ قال كريب: إن صاحب الباطل من آوى قتلة عثمان ثم تكافحا فقتله كريب ثم برز إليه الحرث الشيباني وكان زاهدا صواما ويقول:
هذا علي والهدى حقا معه * نحن نصرناه على من نازعه ثم تكافحا فقتله كريب ونادى أين علي بن أبي طالب فليبرز إلي بنفسه، فبرز إليه أمير المؤمنين (ع) متنكرا وحذره باس الله وسخطه، فقال كريب: أترى سيفي هذا لقد قتلت به كثيرا مثلك، حمل على علي (ع) بسيفه فرد سيفه ثم حمل عليه أمير المؤمنين (ع) وضربه على رأسه فقطعه نصفين، ثم انصرف أمير المؤمنين (ع) وقال لابنه محمد بن الحنفية: قف مكاني فإن له طالب وهو يأتيك، فوقف محمد حتى قتل من الشاميين سبعة كل واحد منهم يطلب بثار من قتله قبله.
وخرج يوما من أصحاب معاوية عثمان بن وايل الحميري وكان يعد بمائة فارس وله أخ يسمى بحمزة يعده معاوية للشدائد وجعل عثمان يلعب برمحه وسيفه وبرز إليه العباس ابن الحارث بن عبد المطلب فتكافحا مليا حتى ضربه العباس فرمى برأسه فبرز إليه اخوه حمزة فأرسل إليه أمير المؤمنين (ع) فنهاه عن مبارزته ثم قال للعباس: انزع ثيابك وناولني سلاحك وقف مكاني وانا اخرج إليه فخرج أمير المؤمنين (ع) متنكرا فظن حمزة إنه العباس الذي قتل أخاه وقال أنت قتلت أخي أبرز إلي فبرز إليه أمير المؤمنين (ع) وما أمهله حتى ضربه وقطع إبطه وكتفه ونصف وجهه ورأسه فتعجب اليمانيون من تلك الضربة، وبرز عمر بن عنس النخعي وكان شجاعا فجعل يلعب برمحه وسيفه فضربه