بالغادي لأنه إذا غدا كان جائعا فصولته أشد، والمناسب حينئذ أن يكون ليث منونا وفي النسخ ليث غاد بالإضافة، فكأنه من إضافة الموصوف إلى الصفة، وفي بعض نسخه بالمهملة كما مر وفي بعضها " غاب " بالباء الموحدة بعد العين المهملة وهو الأجمة ويسكنها الأسد والمناسب حينئذ الإضافة، وقال الجوهري: الصل بالكسر الحية التي لا تنفع منها الرقية، يقال إنها لصل صفا إذا كانت منكرة مثل الأفعى، ويقال للرجل إذا كان داهيا منكرا: إنه لصل أصلال أي حية من الحيات وأصله في الحيات، شبه الرجل بها انتهى (1) وذكر الوادي لان الأودية لانخفاضها تشتد فيها الحرارة، فيشتد السم في حيتها.
" كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى اعتذارا " فيما يقع العذر:
أي فيما يمكن أن يكون له فيه عذر، وفي كلمة المثل إشعار بعدم العلم بكون فاعله معذورا، إذ من الجائز أن يكون الفاعل غير معذور، فيجب التوقف حتى يسمع الاعتذار ويظهر الحق، فإن لم يكن عذره مقبولا لامه، ويحتمل أن يكون حتى للتعليل أي كان لا يلومه بل يتفحص العذر حتى يجد له عذرا ولو على سبيل الاحتمال وفي النهج " وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره " وفي بعض النسخ " على ما لا يجد " بزيادة حرف النفي فالمعنى لا يلوم على أمر لا يجد فيه عذرا بمجرد عدم الوجدان، إذ يحتمل أن يكون له عذر لا يخطر بباله.
" وكان يفعل ما يقول ويفعل ما لا يقول " أي يفعل ما يأمر غيره به من الطاعات إشارة إلى قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون " (2) وقد قيل إن المعنى لم لا تفعلون ما تقولون، فإنه إذا قال ولم يفعل، فعدم الفعل قبيح لا القول، ويفعل من الخيرات والطاعات ما لا يقوله لمصلحة تقية أو عدم انتهاز فرصة، أو عدم وجدان قابل، كما قال تعالى: " فذكر إن نفعت الذكرى " (3)