لشدة رغبته في الانسان إذا شم رائحته رمى بنفسه عليه (1).
وفي حديث الطبراني باسناد جيد عن أبي هريرة قال: سمعت أذناي هاتان وأبصرت عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وآله وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا أو حسينا وقدماه على قدمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: " حزقة حزقة ترق عين بقة ".
فيرقى الغلام فيضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: افتح قال، ثم قبله، ثم قال: من أحبه فانى أحبه. رواه البزار ببعض هذا اللفظ. والحزقة:
الضعيف المتقارب الخطو، ذكر له ذلك على سبيل المداعبة والتأنيس، وترق معناه اصعد وعين بقة كناية عن ضعف العين (2)، مرفوع خبر مبتدء محذوف.
وفي تاريخ ابن النجار عن ابن نباته قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول في خطبته: ابن آدم تؤلمه بقة. وتنتنه عرقة (3)، وتقتله شرقة (4).
وقال: الزنبور: الدبر، وهي تؤنث، والزنابير لغة فيها، وربما سميت النحلة زنبورا، والجمع الزنابير وهو صنفان جبلي وسهلي، فالجبلي يأوى الجبال ويعيش في الشجر (5) ولونه إلى السواد، وبداءة خلقه دود حتى يصير كذلك ويتخذ بيوتا من تراب كبيوت النحل، ويجعل لبيوته أربعة أبواب لمهاب الرياح الأربع وله حمة يلسع بها، وغذاؤه من الثمار والأزهار، ويتميز ذكورها من إناثها بكبر الجثة، والسهلي لونه أحمر، ويتخذ عشه تحت الأرض ويخرج التراب منه كما يفعل النمل، ويختفى في الشتاء لأنه متى ظهر فيه هلك، فهو ينام طول الشتاء كالميتة ولا يجمع القوت للشتاء بخلاف النمل، فإذا جاء الربيع وقد صار من البرد وعدم