الملك أن يزرع فنبت منه الريحان، وكان الملك كثير الزكام وأوجاع الدماغ فاستعمل (1) منه فنفعه جدا (2).
وذكر المسعودي عن الزبير بن ركاز (3) أن أخوين في الجاهلية خرجا مسافرين فنزلا في ظل شجرة بجنب صفاة فلما دنا الرواح خرجت لهما من تحت الصفاة حية تحمل دينارا فألقته إليهما فقالا: إن هذا لمن كنز هنا، فأقاما ثلاثة أيام وهي في كل يوم تخرج إليهما دينارا، فقال أحدهما للآخر: إلى متى ننتظر هذا الحية ألا نقتلها ونحفر هذا الكنز فنأخذه، فنهاه أخوه وقال: ما تدري لعلك تعطب ولا تدرك المال، فأبى عليه ثم أخذ فأسا ورصد الحية حتى خرجت فضربها ضربة جرح رأسها ولم يقتلها وبادرت إليه الحية فقتلته ورجعت إلى جحرها فدفنه أخوه وأقام حتى إذا كان الغد خرجت الحية معصوبا رأسها وليس معها شئ، فقال: يا هذه والله ما رضيت ما أصابك ولقد نهيت أخي عن ذلك فلم يقبل، فان رأيتي أن تجعلي الله (4) بيننا على أن لا تضرني ولا أضرك وترجعين إلى ما كنت عليه أو لا فقالت الحية: لا، قال: لأي شئ؟ قالت:
لأني أعلم أن نفسك لا تطيب لي أبدا وأنت ترى قبر أخيك، ونفسي لا تطيب لك أبدا وأنا أذكر هذه الشجة (5).
وفي مسند أحمد عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من قتل حية فكأنما قتل رجلا مشركا بالله، ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا.
وقال ابن عباس: إن الحيات مسخن كما مسخت القردة من بني إسرائيل، وكذا رواه الطبراني عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذا رواه ابن حبان.