القوة بسبب كثرة أضلاعها، فان له ثلاثين ضلعا، وإذا مشت مشت على بطنها فتدافع أجزاؤها وتسعى بذلك الدفع الشديد، والحيات من أصل الطبع مائية، وتعيش في البحر بعد أن كانت برية، وفي البر بعد أن كانت بحرية.
قال الجاحظ: الحيات ثلاثة أنواع: منها مالا ينفع للسعته ترياق ولا غيره كالثعبان والأفعى والحية الهندية ونوع منها ينفع في لسعته الدرياق، وما كان سواهما مما يقتل فإنما يقتل بواسطة الفزع، كما حكي ان شخصا نام تحت شجرة فتدلت عليه حية فعضت رأسه فانتبه مخمر الوجه فحك رأسه وتلفت فلم ير أحدا فلم يربت (1) بشئ ووضع رأسه ونام، فلما كان بعد ذلك بمدة قال له بعض من رآه هل علمت مم كان انتباهك تحت الشجرة؟ قال: لا والله ما علمت قال: إنما كان من حية تدلت عليك فعضت رأسك فلما قمت فزعا تقلصت، ففزع فزعة فاتت فيها نفسه (2) قال: فهم يزعمون أن الفزع هو الذي هيج السم وفتح مسام البدن حتى مشى السم فيه انتهى.
وذكر القرطبي في سورة غافر عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن كعب الأحبار أنه قال: لما خلق الله تعالى العرش قال: لم يخلق الله خلقا أعظم مني، واهتز تعاظما، فطوقه بحية لها سبعون ألف جناح في كل جناح سبعون ألف لسان (3) يخرج من أفواهها كل يوم من التسبيح عدد قطر المطر وعدد ورق الشجر وعدد الحصى و الثرى وعدد أيام الدنيا وعدد الملائكة أجمعين فالتوت الحية على العرش، فالعرش إلى نصف الحية وهي ملتوية عليه فتواضع عند ذلك انتهى.
وذكر أبو الفرج بن الجوزي عن بشر بن الفضل قال: خرجنا حجابا فمررنا