(الباب السادس) * (في شرايطه) * وفيه مقدمة وفصول منها [خمس] في إثبات عصمته من المعقول ويتلوها أقطاب في إثباتها من المنقول وباقيها في رد الاعتراضات عليها.
مقدمة لا شك في كون الإمامة لطفا للعلم الضروري بفساد الأنام بفقد الإمام و التجاء الناس إليه في ساير الأيام فسقط قول بعض الخوارج بسقوطه أصلا وقول بعضهم والأصم وأتباعه إذا تناصف الناس وقول هشام وأتباعه إذا لم يتناصف الناس.
قلنا: لا يحصل التناصف إلى الأبد بدون الإمام لأحد، وقد ازدوج في وجوبها العقل والسمع واصطحب الرأي والشرع وهذا شئ اعتمله (1) الخبراء ونظمه الشعراء قال حكيم العرب الأفوه الأودي:
لا تصلح الناس فوضى لا سراة لهم * ولا سراة إذا جهالهم سادوا إذا تولت سراة الناس آخرهم * نمى على ذاك أمر الناس فازدادوا تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت * فإن تولت فبالأشرار تنقاد وقد أسلفنا في باب إثبات الوصي حجج المخالفين وأجبنا عنها بأوضح البراهين والعصمة شرط فيها لما يأتي، واللطف واجب على الله من حيث الحكمة، ومنعه الأشاعرة [لأنهم] قالوا: إن الإمامة لطف دنياوي وهو غير واجب على الله تعالى.
قلنا: إذا رفعت العصمة عن الأمة علم بالبديهة ميلها إلى ترك مشاق التكليف، و إلى الراحة والتخفيف، ومع الإمام يذهب ذلك الإحجام.
وقد جاء القرآن بوجود الإمام في كل زمان (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم).
(إني جاعلك [للناس إماما)، (إنا جعلناك (2)] في الأرض خليفة). (وإن