كون النداء من جبرائيل وأصل المدح من رضوان، وقد اعترف له عمرو بن العاص في قوله:
وضربته كبيعته بخم * معاقدها من الناس الرقاب هو النبأ العظيم وفلك نوح * وباب الله وانقطع الخطاب واعترف له المأمون الخليفة في قوله:
ألام على شكر الوصي أبي الحسن * وذلك عندي من عجائب ذي المنن خليفة خير الناس والأول الذي * أعان رسول الله في السر والعلن وقد روى ابن قتيبة في المعارف وهو منهم فرار الشيخين بوقعة حنين وفي بدر قتل علي عليه السلام خمسة وثلاثين بطلا عرف ذلك من اتحاد ضرباته وتكثر ضربات غيره، ومن المستحيل عد أبي بكر من الشجعان، وقد فر في أحد يوم التقى الجمعان، وثبت علي للطعان، ومكابدة الأقران، وكتب هذا الفن تجعل الخبر فيها كالعيان، وإذا اجتمعت النعوت في علي، وجب الكون معه بالأمر الإلهي.
ومنها قوله تعالى (بلغ ما أنزل إليك من ربك (1)) قالوا: قلتم: كانت في المصحف (في علي) فأسقطها أهل السنة كيف ذلك والله تعالى يقول: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (2)). قلنا: هذه الدعوى لم يذهب إليها إمامي كيف وقد أجمعوا على أن من قرأ بتلك الزيادة في صلاته بطلت، وإنما قلنا:
إنها نزلت في علي وقد قال ابن المرتضى في تفسيره: نقل الثعلبي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أن المراد بقوله تعالى (بلغ ما أنزل إليك) في فضل علي عليه السلام ونقله أيضا عن الفراء فأقامه بغدير خم وسيأتي إن شاء الله محررا ونقل نزولها فيه أيضا الثعلبي وأبو القاسم الحسكاني عن ابن عباس ونقلها ابن البطريق في الخصائص عن أبي القاسم، ومن تفسير الثعلبي كل منها بطرق عديدة.
ومنها قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون