(الفصل الرابع عشر) أخرج صاحب الوسيلة في المجلد الخامس قول النبي لعلي: لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت مقالا لا تمر على ملأ إلا أخذوا من تراب رجليك، وفضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وإنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي، وإنك في الآخرة معي، وعلى الحوض خليفتي، وأول من يدخل الجنة معي، وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم، أشفع لهم ويكونون جيراني وإن حربك حربي، وسلمك سلمي، وسرك سري، وعلانيتك علانيتي، وإن الحق معك، وعلى لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك، وإن الإيمان يخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، ولن يرد الحوض مبغض لك، ولن يغيب عنه محب لك. وقد أخرج صاحب المناقب صدر هذا الحديث بأسانيده، وأخرج ابن المغازلي الشافعي في موضعين من مناقبه قول النبي صلى الله عليه وآله: علي يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز منه.
قالوا: جاء القرآن بأن الكوثر للنبي لا لعلي. قلنا: قد ذكرنا كون علي خليفة فيه للنبي وسيأتي في ذلك شئ مما روي.
قالوا: لو تولى علي سقي أهل الأرض، لم يفرغ من سقي الأقل إلا وقد مات الأكثر عطشا. قلنا: هذا تعجيز لله فإنه إذا أراد أمرا بلغه وأيضا فقد أورد الكنجي الشافعي أن هذا منصب النبي فيرد عليه ما أوردتم على علي وقد جاء في ملك الموت وملك الرزق مثل ما قلنا في علي، وقد أخرج البخاري سعة الحوض وأن آنيته كعدد النجوم، والسقي عبارة عن التخلية بينهم، وعدمه عبارة عن الذود عنه.
قالوا: كيف يليق لعلي الرفيع جعله خادما ويسقي الرفيع والوضيع؟