من أمة إلا خلا فيها نذير). (ويوم نبعث من كل أمة شهيدا). (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد (1)) ورتب الله تعالى في كتابه طاعة أولي الأمر على طاعة الرسول صلى الله عليه وآله المرتبة على طاعته تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) فكيف يختص لطف الإمام بالأمور الدنياوية لولا الأهوية المردية، فظهر وجوب الإمامة والعصمة، وهذا مذهب الإمامية و الإسماعيلية.
قالت الأشاعرة: فعلى هذا تثبت إمامة المشايخ لحصول اللطف بهم في زمانهم باستظهار الاسلام في أيامهم فإن عليا نقص الاسلام في خلافته، والحسن كان اللطف في ترك إمامته واشتهر الفساد في طلب الحسين وخروجه والباقون منهزمون مختفيون إلى من تعتقدونه مهديا لم ينتفع به دنيا ولا دينا؟ فعلى تقريركم: العصمة للمشايخ دونهم. قلنا: لا نسلم عدم نقص الاسلام في زمانهم لأنكم نقلتم ارتداد سبع فرق في زمان أبي بكرهم: قوم عتبة، وغطفان، وبنو سليم، وبنو يربوع، وبعض تميم وبني كندة وبنو بكر بن وايل، وفي زمان عمر ارتدت غسان قوم جبلة كما نقله شارح الطوالع عن الزمخشري وغيره وفي زمان عثمان حصل من الفساد ما لا يخفى على انسان و أيضا فالارتداد يدل على عصيان الأمة لا على أن الإمام عديم العصمة وإلا لزام أن يكون النبي عديم العصمة لارتداد كثير من المسلمين في عهد سيد المرسلين.
إن قالوا: هذا ينقلب عليكم لأن الارتداد إذا لم يدل على عدم العصمة لم يدل على عدم عصمة الثلاثة. قلنا: إنما ذكرنا ذلك إلزاما لكم حيث قلتم حصل النظام في زمان الثلاثة، على أنه يمتنع من كل أحد دعوى عصمة الثلاثة.
وقولهم كان اللطف في ترك إمامة الحسن وعدم خروج الحسين، قلنا: إنما كان من عصيان الأمة وهلا قالوا: كان اللطف في ترك السقيفة وترك الشورى لإمامة عثمان الذي أظهر الأحداث وآوى الأخباث. وأيضا فلو لزم من عصيان الأمة عند قيام الأئمة عدم الإمامة لزم مثله في النبوة فإن العصيان كان عند بعثهم. بل يلزم