في موضع آخر في كتابنا استيناسا وتيمنا.
وفي كتاب العقد عن المغربي أن فلانا أراد قتل هرمزان فاستسقى فجئ بقدح من ماء فارتعدت يده به فقيل له في ذلك فقال: خفت أن تقتلني قبل شربه. فقال:
لك الأمان حتى تشربه فرمى به فكسره فقال: ما كنت لأشربه أبدا وقد آمنتني حتى أشربه فقال: قاتلك الله أخذت أمانا منا ولم نشعر.
وفي رواياتنا: شكى ذلك إلى علي عليه السلام فدعا فصار القدح صحيحا مملوءا ماء فأسلم الهرمزان من المعجز.
(الفصل الثالث) نذكر فيه طرفا مما نقل من معاجزه، مضافا إلى ما سلف من دلائله، وهذا باب واسع قد بلغ من الاشتهار، إلى حد يمتنع مقابلته بالانكار. لا يتهيأ لمحبه سبره، ولا لمبغضه ستره، من طلب شيئا [من ذلك] طالبه من مظانه وفيه كتب اختصت به. مثل الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري والخرايج لسعيد بن هبة الله الراوندي والواحدة لابن جمهور العمي والدرجات لسعد بن عبد الله وبصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار، وغير ذلك.
إن قيل: فقد ظهر عن حسين بن منصور الحلاج وغيره من المشايخ أمور خارقة للعادة فلا دلالة في ذلك على الإمامة. قلنا: إن صح ذلك فهو من الحيل المشهورة لهم وقد وقفت على كشف أسرارهم والتمويه على أتباعهم والله سبحانه أجل من أن يخرق العادة للكذابين وقد علم أن الحلاج دعا أصحابه إلى أنه المغني (1) وفي هذا تجسيم الرب تعالى، والأنبياء والأئمة دعوا إلى التوحيد والعدل وغيرهما فبينهما فرقان.
إن قيل:: فيما تدعونه لعلي رد الشمس، ولو كان لعلمه غيركم. قلنا ادعى المسلمون للنبي شق القمر ولو كان لعلمه غيرهم.
إن قيل: لو ظهر المعجز لهم لم يبق فرق بين الأنبياء وبينهم، فلا يفرق (2)