النبي من الإمام. قلنا: الفرق الدعوى فإن الإمام لا يدعي النبوة وقد ظهرت كرامات مريم من غير نبوة ومجئ آصف بعرش بلقيس من غير نبوة ودارت رحا فاطمة وهي نائمة من غير نبوة وقالت لبعلها إني أسمع أخبارا وأقاصيص فأملتها عليه فجمع كتابا منها يتضمن ما يكون من الحوادث وسماه مصحف فاطمة من غير نبوة وهذا الطرف نقلته من الخرايج والجرايح مختصرا لألفاظه وآتيا من ذلك بما يكفي في إثبات تواتره وهو أمور:
الأول: قال له أصحابه: إن موسى وعيسى كانا يريان المعجزات فلو أريتنا شيئا لنطمئن إليه فأراهم عليه السلام جنات من جانب وسعيرا من جانب وقال أكثرهم:
سحر وثبت اثنان فأراهم حصى مسجد الكوفة ياقوتا فكفر أحدهما وبقي الآخر قيل وهو ميثم التمار وقيل عمرو بن الحمق.
الثاني: اختصم خارجي وامرأة إليه فعلى صوته فقال له عليه السلام: اخسأ، فإذا رأسه رأس كلب فقيل له ما يمنعك عن معاوية إذا؟ فقال: بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. ونحو ذلك روى الأصبغ بن نباته في رجل آخر ونحوه أيضا فعل بخارجي فدمعت عيناه فرق له فدعا الله تعالى فعاد إلى الانسانية وتراجعت ثيابه من الهوى وقد كانت طارت عنه.
الثالث: أحيى رجلا من بني مخزوم صديقا له فقام وهو يقول: (وينه وينه نبيالا) يعني لبيك لبيك سيدنا فقال له عليه السلام: ألست عربيا قال: بلى، ولكني مت على ولاية فلان وفلان فانقلب لساني إلى لسان أهل النار.
الرابع: قال لرجل قد حمل جريا: قد حمل هذا إسرائيليا، فقال الرجل متى صار الجري إسرائيليا فقال عليه السلام إن الرجل يموت في اليوم الخامس فمات فيه ودفن فيه فرفس عليه السلام قبره برجله فقام قائلا: الراد على علي كالراد على الله ورسوله. فقال: عد في قبرك فعاد فانطبق عليه.
الخامس: تكلم في أذن مغن خياط خفيا فحفظ لوقته القرآن وكذلك فعل برجل يقال له زاذان.