وان لم تر آثار الإجابة فلا تقنط (1) وابسط (2) رجائك في كرم مولاك فإنه ربما أخرت اجابتك لان الله تعالى يحب ان يسمع دعائك وصوتك فعليك بالالحاح اما أولا فلتحوز (3) نصيبا من دعائه (ع) حيث يقول: رحم الله عبدا طلب من الله شيئا (حاجة) فالح عليه.
وأما ثانيا فلتصادف محبة الله تعالى لأنه إنما اخرك بحبه سماع صوتك فلا تقطع ذلك.
وأما ثالثا فلتعجيل قضاء الحاجة بتكرار الدعا على ما ورد (4) واقبض نفسك الامارة بالخوف من الله تعالى جل جلاله.
وقل: لعلى إنما لم يستجب لي جل جلاله لان دعائي محجوب وعملي لا ترفعه الملائكة لكثرة ذنوبي، أو لكثرة المظالم والتبعات (5) قبلي أو لان قلبي قاس (6) أولاه (7) أو ظني غير حسن بربي، وكل هذه الأمور حاجبة للدعا على ما سيجيئ (8) أو لان هذا الكمال لست له اهلا فمنعته ولو كنت له اهلا لأفاضه الكريم الرحيم عليك من غير سؤال فاذن يحصل لك الخوف تعرف انك في محل التقصير، وان مقامك مقام العبد الحقير الذي أبعدته عيوبه وطردته ذنوبه وقعدت به أعماله وحبسته آماله وحرمته شهواته وأثقلته تبعاته ومنعته من الجرى في ميدان السالكين وعاقته عن الترقي إلى درجات الفائزين.