وتحقق انك مع هذا البعد والحقارة عن مولاك وقعودك بأثقالك متخلفا عن السابقين ومنفردا عن المخذولين (1) ان تخاذلت ساكتا عن الاستغاثة بمولاك ومتقاعسا (2) عن الاستقامة في طلب هداك يوشك ان ينهز (3) بك الشيطان فرصة الظفر، فتعلق بك مخالبه (4) فتنشب (5) في حبائله فلا تقدر على الخلاص وتلحق بالأشقياء المعذبين.
بل عليك بكثرة الاستغاثة والصراخ (6) قبل ان تعلق بك الفخاخ (7) ولازم قرغ الباب عسى ان يرفع بك الحجاب، وقل بلسان الخجل والانكسار في مناجاة ملك الجبار: الهي وسيدي ومولاي إن كان ما طلبته من جودك وسئلته من كرمك غير صالح لي في ديني ودنيا وان المصلحة لي في منع إجابتي فرضني مولاي بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت، واجعل نفسي راضية مطمئنة بما يرد على منك، وخر لي واجعله أحب إلى من غيره وآثر (8) عندي مما سواه.
وإن كان منعك إجابتي واعراضك عن مسئلتي لكثرة ذنوبي وخطاياي فانى أتوسل إليك بأنك ربى وبمحمد نبيي وباهل بيته الطيبين الطاهرين ساداتي، وبغناك عنى وبفقري إليك وباني عبدك، وإنما يسئل العبد سيده والى من حينئذ منقلبنا عنك؟
والى أين مذهبنا عن بابك؟ وأنت الذي لا يزيده المنع ولا يكيده (9) الاعطاء وأنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.