عدة الداعي - ابن فهد الحلي - الصفحة ٢٤٤
الا قليلا) (1).
وقال الصادق عليه السلام: قال الله تعالى: من ذكرني سرا ذكرته علانية (2).
وروى زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال: لا يكتب الملك الا ما سمع وقال الله (وا ذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة) فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله لعظمته (3) روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في غزاة فاشرفوا على واد فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم فقال صلى الله عليه وآله يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم (4) اما انكم لا تدعون أصما ولا غائبا وإنما تدعون سميعا قريبا معكم.
فصل وينقسم الذكر اقساما:
فمنه التحميد: روى سعيد القماط عن الفضل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:

(1) قوله: الا قليلا أي ذكرا قليلا ومعناه لا يذكرون الله عن نية خالصة ولو ذكروه مخلصين لكان كثيرا وإنما وصف بالقلة لأنه لغير الله وقيل: إنما وصف الذكر بالقلة لأنه سبحانه لم يقبله وكلما يرد الله فهو قليل - وقيل: أقوال أخر تركناها لئلا طول - (مرآة) الرعد: 16.
(2) قوله: من ذكرني سرا أي في قلبه أو في الخلوة أو بالاخفات الذي يقابل الجهر:
ذكرته علانية أي في القيامة باظهار شرفه وفضله، أو وفير ثوابه، أو في الملاء الاعلى، أو ذكره بالجميل في الدنيا على السن العباد (مرآة) وقد مر تفصيل الكلام في الذكر في ص 231 ذيلا.
(3) قوله: لا يكتب الملك الا ما سمع أي من الأذكار فان الملك يكتب غير المسموعات من أفعال الجوارح أيضا، والغرض بيان عظمة ذكر القلب لبعده عن الرياء فإنه لا يطلع عليه الملك ولا ينافي ذلك ما روى: الملك يعرف قصد الحسنة والسيئة بريح نفس الانسان لأنه يمكن أن يكون ذلك لتعلقه بالافعال الظاهرة الصادرة من الجوارح (مرآة) الأنفال: 204.
(4) يقال: أربع عليك أو على نفسك: أي توقف (أقرب).
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست