الله تعالى ﴿والناشطات نشطا﴾ (1) أفتدري ما الناشطات؟ انه كلاب أهل النار تنشط اللحم والعظم قلت: ومن يطيق هذه الخصال؟ قال: يا معاذ انه يسير على من يسره الله تعالى عليه قال: وما رأيت معاذا يكثر تلاوة القرآن كما يكثر تلاوة هذا الحديث (2).
(١) النازعات: ٢.
(2) عن سليمان خالد قال: سئلت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) الفرقان: 23. قال: اما والله وان كانت أعمالهم أشد بياضا من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه قال في (مرآة): وفيه دلالة على حبط الطاعات بالفسوق، والاحباط عبارة عن ابطال الحسنة بعدم ترتب ما يتوقع منها عليها ويقابله التكفير وهو اسقاط السيئة بعدم جريان مقتضاها عليها - واختلف العلماء فيهما شدة الاختلاف وبين آرائهم ثم قال: - ان أصل الاحباط والتكفير مما لا يمكن انكاره لاحد من المسلمين ولا خلاف بين من يعتد به من أهل الاسلام في أن كل مؤمن صالح يدخل الجنة خالد ا فيها حقيقة، وكل كافر يدخل النار خالدا فيها كذلك، واما المؤمن الذي خلط عملا صالحا بغير عمل صالح فاختلفوا فيه - وساق الكلام إلى أن قال - لا يقول: باذهاب كل معصية كل طاعة وبالعكس كما ذهب إليه المعتزلة بل نتبع في ذلك النصوص الواردة في ذلك فكل معصية وردت في الكتاب أو في الآثار الصحيحة انها ذاهبة أو منقصة لثواب جميع الحسنات أو بعضها نقول به وبالعكس تابعين للنص في جميع ذلك انتهى بعض كلامه في المقام بعد التلخيص باب اجتناب الحارم. ولقد استوفى البحث في الحبط، واحكام الأعمال كمال الاستيفاء في (الميزان) ج 2 ص 157 - 180. ولم يكن هذا المختصر موضع إطالة الكلام.