تصاولا (1) فإذا عرفت من نفسك الكسل والجبن عن محاربته فإياك إياك ان تلقاه مع ذلك بغير سلاح فإنه ينتهز فرصة الظفر بك ويصرعك لا محالة بل تسلح وتجلد وأظهر له انك قادر على قتاله غير مول عنه فلعله يجبن فيولى عنك فيسلم، أو لعلك إذا تجلدت قوى قلبك ونشطت نفسك وذهب عنك ما كنت تجده من التكاثل والتخاذل، أو لعلك إذا فعلت ذلك رحمك الله فأيدك بنصره.
ولهذا السر سماه النبي صلى الله عليه وآله بالسلاح حيث يقول: الا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم قالوا، بلى يا رسول الله قال: تدعون ربكم بالليل والنهار فان سلاح المؤمن الدعا (2).
واعلم أن أعدائك أربعة: الهوى، والدنيا، والشيطان، ونفسك الامارة، وهذه الأربعة مجموعة في دعائهم عليهم السلام (فيا غوثاه ثم وا غوثاه بك يا الله من هوى قد غلبني، ومن عدو استكلب على، ومن دنيا قد تزينت لي، ومن نفس امارة بالسوء الا ما رحم ربى) فانظر إلى هذا الدعا كيف خرج عند ذكر هؤلاء مخرج الاستغاثة، ولا تكون الاستغاثة ابدا الا ممن يخاف على نفسه من أشد الأعداء القهر والابتلاء، ومن استسلم في قبض عدوه هلك لا محالة، فعليك بالدعا والتضرع وان لم يكن لك اقبال، ولا تنتظر خلو البال فان ذلك قليل الوجود عزيز المثال، فادع كيفما أمكنك وعلى كل حال فان مجرد الدعا وذكر الله سبحانه مطردة للشيطان عنك.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله: على كل قلب جاثم من الشيطان فإذا ذكر اسم الله خنس الشيطان وذاب، وإذا ترك الذكر التقمه الشيطان فجذبه وأغواه واستزله وأطغاه (3).