بسم الله الرحمن الرحيم وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي: أحمد الله جل جلاله الذي ابتدأ جل جلاله بالمتن، والهداية إلى الدروع الواقية والجنن، ومن علينا بجدنا محمد رسوله صلوات الله عليه في إحياء ما درس من السنن، وجعل من جملة معجزاته وكراماته تعريفه عليه السلام بما حدث بعده من الفتن، وما يختص به عترته عليهم السلام من العداوة والحسد والمحن، ووعدهم على الصبر والرضى على أجمال أهل الأحقاد والإحن، بالأعلى والأغلى من الثمن، والسكنى معه في جواره في دار قراره ومساره، صلى الله عليه وآله الحافظين لأسراره صلاة تزيد في علو مناره، وضياء أنواره.
أما بعد: فإنني ذكرت في خطبة هذا الكتاب (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن) ما حضرني من السبب الباعث على جمع جواهره وإظهار سرائره، وحيث قد تكمل ما هدانا الله جل جلاله إليه، ودلنا عليه من كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد، وكتاب (الفتن) لابي صالح السليلي كما قدمناه، فها نحن نذكر ما نختار بالله جل جلاله من كتاب الفتن لابي يحيى زكريا،