الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس - ج ١ - الصفحة ٢٠٥
الناس ذات يوم في أعظم المساجد عند الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله مسجدا، مسجد الحرام لم يرعهم (1) إلا ناحية المسجد تربو (2) (ما) (3) بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج إلى المسجد فانفض (4) الناس لها شتى ومعا، ويثبت لها عصابة من المسلمين، وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله، خرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب وبدت (5) لهم، فجلت (6) وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية، ثم ولت في الأرض، لا يدركها طالب، ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه، فتقول: أي فلان الآن تصلي؟!، فيقبل عليها بوجهه، فتسمه (7) في وجهه، ثم تذهب، فيتجاور الناس في ديارهم، ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في الأموال، ويعرف الكافر من المؤمن، حتى أن الكافر ليقول للمؤمن: يا مؤمن اقضني حقي، ويقول المؤمن للكافر: يا كافر اقضني حقي) (8).

(١) أي: لم يشعروا، كأنها فاجأتهم بغتة من غير موعد ولا معرفة، فراعهم ذلك وأقرعهم. النهاية - لابن الأثير - ٢: ٢٧٨ (روع).
(٢) أي: تزداد. النهاية - لابن الأثير - ٢: ١٩٢، الصحاح ٦: ٢٣٤٩ (ربا).
(٣) أضفناها من المصدر.
(٤) أي: تفرق. الصحاح ٣: ١٠٩٨ (فضض).
(٥) في المصادر: فبدت.
(٦) جلت وجوههم: أي صقلتها ونورتها. الصحاح ٦: ٢٣٠٤ (جلا).
(٧) تسمه في وجهه: أي تترك فيه علامة. النهاية - لابن الأثير - ٥: ١٨٦، الصحاح ٥: ٢٠٥١ (وسم).
(٨) الفتن ٢: ٦٦١ - ٦٦٢ / ١٨٥١، وأخرجه في المستدرك ٤: ٤٨٤، والمعجم الكبير ٣:
١٧٣
- ١٧٤ / ٣٠٣٥، وعقد الدرر: ٣١٣ - 314.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست