الناس ذات يوم في أعظم المساجد عند الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله مسجدا، مسجد الحرام لم يرعهم (1) إلا ناحية المسجد تربو (2) (ما) (3) بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج إلى المسجد فانفض (4) الناس لها شتى ومعا، ويثبت لها عصابة من المسلمين، وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله، خرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب وبدت (5) لهم، فجلت (6) وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية، ثم ولت في الأرض، لا يدركها طالب، ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه، فتقول: أي فلان الآن تصلي؟!، فيقبل عليها بوجهه، فتسمه (7) في وجهه، ثم تذهب، فيتجاور الناس في ديارهم، ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في الأموال، ويعرف الكافر من المؤمن، حتى أن الكافر ليقول للمؤمن: يا مؤمن اقضني حقي، ويقول المؤمن للكافر: يا كافر اقضني حقي) (8).
(٢٠٥)