ولكن الله أسكنه. وروي ان العباس قال لفاطمة عليه السلام: انظروا إليها كأنها لبوة بين يديها جرواها تظن ان رسول الله يخرج عمه ويدخل ابن عمه، وجاء حمزة يبكي ويجر عباه الأحمر فقال له كما قال للعباس.
وقد ذكرنا جواب أحمد بن حنبل للمعتصم في ذلك. فقال عمر: دع لي خوخه اطلع منها إلى المسجد، فقال: لا ولا بقدر اصبعة. فقال أبو بكر: دع لي كوة أنظر إليها، فقال: لا ولا رأس إبرة، فسأل عثمان مثل ذلك فأبى.
الفايق عن الزمخشري قال سعد: لما نودي ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله وآل علي خرجنا نجر قلاعنا - هو جمع قلع وهو الكنف.
فضايل السمعاني روى جابر عن ابن عمر في خبر انه سأل رجل فقال: ما قولك في علي وعثمان؟ فقال: اما عثمان فكأن الله قد عفا عنه فكرهتم ان يعفو عنه واما علي فابن عم رسول الله وختنه وهذا بيته وأشار بيده إلى بيته حيث ترون امر الله تعالى نبيه ان يبني مسجده فبنى فيه عشرة ابيات تسعة لنبيه وأزواجه وعاشرها وهو متوسطها لعلي وفاطمة وكان ذلك في أول سنة الهجرة، وقالوا كان في آخر عمر النبي والأول أصح وأشهر وبقى على كونه فلم يزل علي وولده في بيته إلى أيام عبد الملك بن مروان فعرف الخبر فحسد القوم على ذلك واغتاض وأمر بهدم الدار وتظاهر انه يريد ان يزداد في المسجد وكان فيها الحسن بن الحسن فقال لا أخرج ولا أمكن من هدمها، فضرب بالسياط وتصايح الناس وأخرج عند ذلك وهدمت الدار وزيد في المسجد، وروى عيسى بن عبد الله ان دار فاطمة عليها السلام حول تربة النبي صلى الله عليه وآله وبينهما حوض.
وفي منهاج الكراجكي انه ما بين البيت الذي فيه رسول الله وبين الباب المحاذي لزقاق البقيع فتح له باب وسد على سائر الأصحاب، من قلع الباب كيف يسد عليه الباب قلع باب الكفر من التخوم فتح له أبواب من العلوم، قال الحميري:
وخص رجال من قريش بأن بني * لهم حجرا فيه وكان مسددا فقيل له أسدد كل باب فتحته * سوى باب ذي التقوى علي فسددا وله أيضا:
جاروا على أحمد في جاره * والله قد أوصاه بالجار هو جاره في مسجد طاهر * ولم يكن من عرصة الدار