هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا من أن أرى تراثي نهبا، إلى أن حضره أجله فأدلى بها إلى عمر، فيا عجبا! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته. لشد ما تشطرا ضرعيها.
شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر (1) فصيرها والله في ناحية خشناء، يجفو مسها، ويغلظ كلمها (2) فصاحبها (3) كراكب الصعبة إن أشنق (4) لها خرق (5) وإن أسلس لها عسف (6)، يكثر فيها العثار ويقل منها الاعتذار، فمني الناس - لعمر الله - بخبط وشماس (7) وتلون واعتراض، إلى أن حضرته الوفاة فجعلها شورى بين جماعة زعم أني أحدهم.
فيا للشورى ولله هم، متى اعترض الريب في مع الأولين (8) منهم حتى صرت الآن (أقرن بهذه النظائر) (9) لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا، صبرا على طول المحنة وانقضاء المدة، فمال رجل لضغنه، وصغا (10) آخر لصهره، مع هن وهن، إلى أن قام ثالث