ثم اتصل بفتح مكة إنفاذ رسول الله صلى الله عليه وآله خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عامر - وكانوا بالغميصاء (1) - يدعوهم إلى الله عز وجل، وإنما أنفذه (2) إليهم للترة (3) التي كانت بينه وبينهم.
وذلك أنهم كانوا أصابوا في الجاهلية نسوة من بني المغيرة، وقتلوا الفاكه بن المغيرة - عم خالد بن الوليد - وقتلوا عوفا - أبا عبد الرحمن ابن عوف - فأنفذه رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك، وأنفذ معه عبد الرحمن بن عوف للترة أيضا التي كانت بمكة وبينهم، ولولا ذلك ما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله خالدا أهلا للإمارة على المسلمين.
فكان من أمره ما قدمنا ذكره، وخالف فيه عهد الله وعهد رسوله، وعمل فيه على سنة الجاهلية، واطرح حكم الاسلام وراء ظهره، فبرأ رسول الله صلى الله عليه وآله من صنيعه، وتلافي فارطه بأمير المؤمنين عليه السلام، وقد شرحنا من ذلك فيما سلف ما يغني عن تكراره في هذا المكان.