غشوات (1)، كهوف شبهات، قادة حيرة وريبة. من وكل إلى نفسه فأغرورق في الأضاليل، هذا وقد ضمن الله قصد السبيل (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم " (2).
فيا ما أشبهها أمة صدت عن ولاتها ورغبت عن رعاتها، ويا أسفا أسفا (3) يكلم القلب، يدمن الكرب لم من فعلات شيعتنا بعد مهلكي على قرب مودتها وتأشب (4) ألفتها، كيف يقتل بعضها بعضا وتحور ألفتها بغضا. فلله الأسرة المتزحزحة غدا عن الأصل، المخيمة بالفرع، المؤملة للفتح من غير جهته، المتوكفة الروح من غير مطلعه، كل حزب منهم معتصم بغصن آخذ به، أينما مال الغضن مال معه، مع أن الله - وله الحمد - سيجمعهم كقزع (5) الخريف، ويؤلف بينهم ثم يجعلهم ركاما كركام السحاب، يفتح الله لهم (6) أبوابا يسيلون من مستثارهم إليها كسيل العرم، حيث لم تسلم عليه قارة (7)، ولم تمنع منه أكمة، ولم يرد ركن طود سننه (8)، يغرسهم الله في بطون أودية، ويسلكهم ينابيع في،