فصل من كلامه عليه السلام حين نهض من ذي قار متوجها إلى البصرة بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله: " أما بعد: فإن الله فرض الجهاد وعظمة، وجعله نصرة له، والله ما صلحت دنيا قط ولا دين إلا به. وإن الشيطان قد جمع حزبه، واستجلب خيله، وشبه في ذلك وخدع، وقد بانت الأمور وتمخضت.
والله ما أنكروا علي منكرا، ولا جعلوا بيني وبينهم نصفا، وانهم ليطلبون حقا تركوه، ودما هم سفكوه، ولئن كنت شركتهم فيه إن لهم لنصيبهم منه، ولئن كانوا ولوه دوني فما تبعته إلا قبلهم، وإن أعظم حجتهم لعلى أنفسهم، وإني لعلى بصيرتي ما لبست علي، وإنها للفئة الباغية فيها الحمي (1) ولحمة (2) قد طالت هلبتها وأمكنت درتها، يرضعون أما فطمت، ويحيون بيعة تركت، ليعود الضلال إلى نصابه.
ما أعتذر مما فعلت، ولا أتبرأ تما صنعت، فخيبة للداعي ومن دعا لو قيل له: إلى من دعواك؟ وإلى من أجبت؟ ومن إمامك؟ وما سنته؟ إذا لزاح الباطل عن مقامه، ولصمت لسانه فما نطق. وأيم الله، لأفرطن (3) لهم حوضا أنا ماتحه (4)، لا يصدرون عنه ولا يلقون بعده ريا