أليس كان يدور عليهم ثلاثة أيام، مرة يقول: أقيلوني (1) ومرة يقول: البدار، ولو كان الامر كما ذكروه لكان يدعي لنفسه أنه الحبر الفاضل، وأنه يستحق الخلافة والإمامة بفضله فيثبت له الامر ولا يختلف عليه ولكنه لم يستجزم أن يقول غير الحق، أو يدعي ما ليس له، ولم يأمن مع ذلك أن يبكت (2) ويكذب في وجهه ويرد عليه قوله ففي ذلك بطلان دعواهم واستحالة أقاويلهم إنه كره أن يمدح نفسه، فكيف جاز في هذا الموضوع وحده ولم يجز في سائر الأشياء.
أليس ادعى من بعده أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله، وكتب إلى عماله:
من أبي بكر خليفة رسول الله، وقد زعمتم أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستخلف.