(أصبحت على فطرة الإسلام) الإضافة بيانية وهي الإقرار بما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) وهي ما أخذ عليهم من العهد القديم وهم في ظهور آبائهم بقوله: (ألست بربكم قالوا بلى) وهو الإقرار بالتوحيد (وكلمة الإخلاص) هي كلمة التوحيد أو كلمة الشهادة بالرسالة أيضا وسميتا كلمة مع أنهما كلمتان للتنبيه على أنه لا يعتبر أحديهما بدون الاخرى ولا يتحقق الإخلاص إلا بهما فهما بمنزلة كلمة واحدة.
(وملة إبراهيم ودين محمد (صلى الله عليه وآله)) دينه (صلى الله عليه وآله) ما جاء به وهو مشتمل على ملة إبراهيم وهي الاصول التي لا تتبدل بتبدل الشرائع مثل وجوب وجوده تعالى توحده وصفاته وتنزهه عن صفات المخلوقين وحشره للخلائق للثواب والعقاب وغيرها (وآبائي معهم) الواو للعطف أي الحق آبائي معهم أو للحال.
* الأصل:
22 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال: قل: «الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره الحمد لله كما يحب الله أن يحمد، الحمد لله كما هو أهله، اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد وصلى الله على محمد وآل محمد».
* الشرح:
قوله: (قل: الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره) أي يفعل كل ما يشاء بلا مانع ولا يفعل غيره كل ما يشاء لوجوده مانع أو لا يفعل عز شأنه كل ما يشاء غيره لعدم مصلحة فيه.
وفاعل «ولا يفعل» على الأول غيره وعلى الثاني هو الله تعالى.
* الأصل:
23 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن عمرو بن مصعب، عن فرات بن الأحنف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مهما تركت من شيء فلا تترك أن تقول في كل صباح ومساء: «اللهم إني أصبحت أستغفرك في هذا الصباح وفي هذا اليوم لأصل رحمتك وأبرأ من أهل لعنتك، اللهم إني أصبحت أبرء إليك في هذا اليوم وفي هذا الصباح ممن نحن بين ظهرانيهم من المشركين ومما كانوا يعبدون، إنهم كانوا قوم سوء فاسقين، اللهم اجعل ما أنزلت من السماء إلى الأرض في هذا الصباح وفي هذا اليوم بركة على أوليائك وعقابا على أعدائك، واللهم وال من والاك وعاد من عاداك، اللهم أختم لي بالأمن والإيمان كلما طلعت