قال لا حول ولا قوة إلا بالله، وحيعل إذا قال حي على الفلاح، وجعفل إذا قال صعلت فداك ويجري على قياس صيعل حيصل إذا قال: حي على الصلاة وزاد الثعلبي طبلق إذا قال أطال الله بقاك، ودمعز إذا قال أدام الله عزك، ورد ذلك بأن قياس حيصل على حيعل غير صحيح; لأن حيعل تعمهما لأنهما من حي على ولو كان كما قال لقيل حيفل بالفاء في حي على الفلاح ولم يقولوه وهذا الباب مسموع ولو كان على القياس لقيل جعلف في جعلت فداك وطلبق في أطال الله بقاك; لأن اللام قبل الفاء والقاف، وقال المازري: الحوقلة بتقديم القاف هو الذي حكاه الأزهري وذكره الهروي بتقديم اللام والأول هو المشهور فالحاء من الحول والقاف من القوة واللام من اسم الله وعلى الثاني فالحاء واللام من الحول والأول أولى لئلا يفصل بين الحروف. (استبسل عبدي) أي وكل امره إلي أو وطن نفسه علي. يقال ابسله واستبسله لعمله وبه إذا وكله إليه ونفسه له إذا وطنها عليه.
* الأصل:
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: من قال: «ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله» - سبعين مرة - صرف عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أيسر ذلك الخنق، قلت: جعلت فداك وما الخنق؟ قال: لا يعتل بالحبون فيخنق.
* الشرح:
قوله: (من قال ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله سبعين مرة) أي في مجلس واحدا وفي يوم بليلته على احتمال (صرف عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء) وإن قضيت عليه وابرمت ولكن لم تبلغ مرتبة الإمضاء (أيسر ذلك الخنق) الخنق بالخاء المعجمة والخناق كغراب داء في الحلق يأخذ النفس ويمنعه من الخروج والدخول إلى الرية والقلب ومنشأوه غلبة الدم أو السوداء (قلت:
جعلت فداك وما الخنق؟) الواو في الحكاية دون المحكي وعطف الإنشاء على الاخبار إذا كان له محل من الإعراب جائز.
(قال: لا يعتل بالحبون فيخنق) لا يعتل في بعض النسخ بالفاء يقال فتله يفتله لواه كفتله فهو فتيل ومفتول والأنسب لا يعتل بالعين من الإعتدال، والحبون بالحاء المهملة المضمومة والباء الموحدة جمع الحبن بالكسر كالحمول جمع حمل وهو خراج كالدمل وما يعترى في الجسد فيقيح ويرم الحبن محركة داء في البطن يعظم منه ويرم كذا في القاموس. واعلم أن هذا القول يفسر ما اشتمل عليه الكلام السابق وهو صرف عنه الخنق ويفهم منه الجواب عن السؤال المذكور وهو أن الخنق هو الحبن.